التربية الذكية
التربية الذكية
ما هي التربية الذكية ؟ وما الفرق بينها وبين التربية العشوائية السائدة على مجتمعاتنا العربية ؟ وما هي أهم الأسس والقوانين التي يجب علينا معرفتها أثناء عملية التربية ؟ وما هو تأثير تلك التربية على ابنائنا في المستقبل؟
كل هذا سنتحدث عنه في هذا المقال
والذي يعد من أبرز وأهم متطلبات حياتنا اليوم :
(التربية الذكية )
تعد التربية الذكية مطلب رئيسي في وقتنا الحالي لا سيما مع انتشار الثقافات المتنوعة والمتعددة وتأثيرها القوي على سلوك الأطفال وسهولة وصولها لهم من خلال الأجهزة الذكية وتطبيقات السوشيال ميديا والبرامج التلفزيونية
في البداية دعونا نتفق على مبدأ وقاعدة أساسية ثابتة
أنه مهما تطورت وسائل الترفية وتنوعت مصادرها في حياتنا من ثقافات متعددة وحضارات شتّى
يبقى ديننا الإسلامي السوي هو أساس حياتنا وعلى نهجه وأسسه نربّي أبناءنا لينشأ بيننا جيل صالح واعي يلتزم بتشريعات دينه الإسلامي
وتعتبر التربية الذكية أفضل وسيلة لتأسيس جيل متفهم و متأقلم مع المجتمع الذي يعيش فيه، وبدونها لا يستطيع الفرد التعايش مع بعض الأمور التي تحيط به، والتي قد تؤثر عليه بشكل سلبي، لذلك من الواجب على الآباء والأمهات استخدام أساليب معينة تتناسب مع عمر الطفل خلال مرحلة النشء ، وفيما يخص التربية الذكية يتساءل الكثير من الأهل عن كيفية تربية الأبناء تربية سليمة تتناسب مع ظروف ومتطلبات الوقت الحالي ولذلك قد تبحث الأم بشكل مستمر عن أفضل أسس التربية الذكية عبر العديد من الكتب ومواقع التواصل الإجتماعي، ومن أهم الخطوات المستخدمة لتربية الطفل من بداية قدومه إلى هذه الدنيا:
1/ وضع قواعد ثابتة للسلوكيات السيئة عند الطفل
على سبيل المثال السهر أمام التلفاز أو الايباد حتى منتصف الليل، فيتم تحويله إلى قاعدة يجب أن تُحترم، وهي عدم الجلوس أمام التلفاز واستخدام الحاسوب والايباد بعد الساعة العاشرة مساءً.
2/ وضع عقاب ( غير عدواني ) لغير الملتزمين بقواعد المنزل
مثال حرمان الطفل من استخدام الايباد لمدة يوم واحد في حال عدم التزامه بالقوانين
3/ تحديد الحوافز المُناسبة، والتي تعتبر من أهم القواعد التي تبنى عليها التربية الذكية، حيث تشجع الأطفال على العادات السليمة والسلوك والحسن، فإن هذه المرحلة خطوة جيدة لتشجيع الأطفال على الالتزام بالسلوكيات الحسنة.
تروق لي فكرة وضع جدول إنجازات أسبوعية أو شهرية للأبناء لإنجاز مهام معينة في المنزل حيث أنها تخلق روح الحماس والمنافسة وقتل الروتين في المنزل
1/ كترتيب السرير بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة
2/ غسل صحن وكوب الأكل الخاص بالطفل بنفسه دون مساعدة الأم أو مدبرة المنزل
وغيرها الكثير من المهام البسيطة
وفي نهاية الأسبوع يتم الإعلان عن الفائز الذي نال النصيب الأعلى من الدرجات
ويتم مكافأته بإعطائه هدية بسيطة عينيه أو اختيار وجبة من مطعم يحبه أو حتى اختيار حديقة معينة يذهبون لها في عطلة نهاية الأسبوع ليس بالضروري أن تكون الهدية مادية
أما ما ينتج عن فكرة وضع جدول مهام فقد يعكس ذلك بشكل إيجابي على سلوك الطفل مما يجعله مع مرور الوقت يحترم النظام ويسعى إليه في جميع أمور حياته، أيضا يمنح الطفل شعور بالمسؤولية منذ الصغر والاعتماد على النفس
ويعتبر الصبر مطلب ضروري في عملية التربية الذكية حيث أن حسن التعامل في المواقف اليومية والحكمة والتوازن قيم لا يتعلمها الأطفال بمجرد تلقيها وتحتاج هذه القيم حتى تثبت وترسخ إلى وقت كافي من الزمن والهدوء المطلوب من المربي إذ يتطلب منه أن يتسامح مع أخطائهم ولا يبالغ في العقاب وأن يحرص على التواصل الدائم معهم والإجابة على استفساراتهم بكل رحابة صدر
ومن الضروري جدًا أن ينشأ الطفل في بيئة أساس العلاقات بين أفرادها هو حسن التعامل والثقة والاحترام حيث يبني هذا الشعور لدى الطفل الإحساس بالأمان فيساعده في المستقبل على بناء علاقات سوية صحية ،
أيضًا هناك نوع مهم من التربية ذكية يغفل عنها الكثير من المربين
وهي التعبير بالكلام حيث يحتاج الطفل إلى سماع عبارات تشجيعيه دائمة عند القيام بأمر إيجابي أو شكرهم عند المساعده حتى أن ذلك سينعكس تلقائيًا على الطفل فتراه يقوم بشكرك عندما تلبي طلباته ويعبر عن مشاعره بكل سلاسة وحرية
وفي النهاية حتى نصل إلى ثمار هذه التربية الذكية يجب علينا أن نرسم خارطة طريق نحدد فيها القيم والمبادئ والمفاهيم السوية ووضوح الرؤية وانطلاقها من مصدر سليم يخلق جو تربوي سعيد ومستقر يعين على تحديد مواطن الخلل بسهولة وتصحيحها عبر الاستناد على تعاليم وأخلاق ديننا الإسلامي.
بقلم / نورة الضوّي / نهاية المقالة / مدونة أوج السعودية للتدريب والخدمات الرقمية