الربح من الانترنت

شبكة الإنترنت هي تجمع اقتصادي تجاري هائل لمعظم الشركات التجارية والمؤسسات والمصانع واسواق المال العالمية, إذا هي إن صح التشبيه سوق مزدحم يشهد حركة عرض وطلب لكل وعلى كل شيء بشكل كبير جداً يفوق التصور وجميع فرص العمل والإبداع الفكري والتقني والفني متاحة, الأمر الذي يوصل الجميع إلى الكسب المالي والربح من الانترنت.
اقرأ ايضا : الربح من التأليف
مشاكل الربح من الانترنت
الأولى : تكمن في أن معظم تلك المواقع على شبكة الانترنت تخدم متحدثي اللغة الإنكليزية بالدرجة الأولى وهذا الأمر يشكل عائقاً كبيراً أمام الشريحة المستهدفة في هذا المقال والذين أفترض أن معظمهم أقل من مبتدئين في اللغة الإنجليزية.
رغم أن المنصات العربية قد تطورت في الآونة الأخيرة وبدأت تخدم أعمال الربح من الانترنت مثل منصة مستقل وغيرها من المنصات العربية إلا أن ذلك لا يقارن بالمنصات العالمية ولايمكن التعويل عليه بشكل كبير.
المشكلة الثانية : والمبنية أساساً على المشكلة الأولى وهي أن غالبية المستخدمين اعتادوا منصات السوشيال ميديا كالفيس بوك والانستغرام وغيرها, والواقع أن هذه المنصات لن تحقق كسباً مادياً للاشخاص العاديين بقدر ما هي مخصصة للتسلية وقتل الوقت من جهة وتحقيق ربح غير مباشر لأشخاص محترفين لديهم مواقع ومنصات خاصة بهم ويقومون بتوفير الجمهور المستهدف من خلال منصات السوشيال ميديا تلك.
الأمر إذا لا يخلو من المشاكل وبحاجة إلى احترافيات معينة لتحقيق ربح مضمون وكافي, لكنه ليس أمراً شاقاً كما هو ظاهر, فالمنصات على شبكة الانترنت التي ستتعامل معها حتى وإن كانت باللغة الإنكليزية لاتتطلب منك أن تكون متحدثاً للغة الإنكليزية بشكل جيد .
إن معرفة بعض كلمات أساسية حول موضوع المنصة ستكون كافية لك للتعامل معها إذ أنها تعتمد واجهة ثابتة وأزرار محددة تؤدي وظائف يمكنك أن تدركها من خلال عدد بسيط من المحاولات (هذا فيما لو لم تجد الشخص المناسب الذي سيشرح لك طريقة عمل المنصة والخطوات المناسبة للتعامل معها).
من جهة أخرى لاحظت أن الألعاب الاستيراتيجية التي يلعبها الجميع على شبكة الانترنت تكون أيضاً بواجهة انكليزية ومع ذلك تجد المستخدمين قد أصبحوا محترفين عليها في وقت قصير والسبب هو الرغبة في اللعب, لم لا نخلق رغبة في الربح من الانترنت أيضاً؟
ماهي فرص العمل والربح من الانترنت ؟
كما ذكرنا فالتجمع الاقتصادي العالمي على شبكة الانترنت قد خلق فرص عمل غير منتهية ووسائل الربح من الانترنت المشروع وغير المشروع أيضاً! نحن في هذه المقال نعنى بالكسب المشروع من الناحية القانونية ولن أقوم بذكر ذلك كبنود أو أسماء محددة لأن الأمر أكبر بكثير من أسماء شركات معينة أو منصات توفر لنا الكسب المشروع .
قبل التفكير بالطريق الذي نود أن نسلكه لتحقيق الربح من الانترنت علينا أن نحدد ما نمتلك كأفراد أو مجموعات عمل صغيرة وما نحن قادرين على تقديمة من خدمة أو صناعته كمنتج, اسئلة كثيرة يجب أن أطرحها على نفسي:
- هل أمتلك حقاً صوتاً مميزاً للغناء أو التقديم الصوتي المسموع؟
- هل أمتلك موهبة ما كقدرتي على أداء ألعاب بهلوانية أو ألعاب خفة مثلاً؟
- ربما أنا فقط شخصية محبوبة من قبل الجميع ووجهي مستحب ومقبول للآخرين!
- هل أكتب أدباً يرقى لمستوى النشر؟
- هل أنا رياضي متميز أم حرفي يمتلك مهنة لايتقنها الكثيرون؟
الواقع أن الأمر لا ينتهي عند تلك التساؤلات بل إنها مجرد أمثلة لتوضيح ما يمتلك الأشخاص من أمور ويتفردون بها إلا أن المجالات غير منتهية فالجميع يمتلك أمراً ما.
خيبة أمل – الربح من الانترنت
أسوأ ما قد يحصل لنا هو توهم موهبة واعتماد اشخاص غير محترفين لتقييمها, فالأم ترى ابنها أعظم شاعر وكاتب وموسيقار والأخ يرى في شقيقه الأصغر موهبة رياضية فذة بينما الواقع يقول عكس ذلك تماماً.
إذا أول خطوة لمن يعتقد بامتلاكه موهبة ما هو التقييم الصحيح لتلك الموهبة أو المقدرة, حتى لا يصطدم بجدار الرفض من قبل طالبي الخدمة ,ويواجه بزوبعات من الانتقاد اللاذع والتسفيه وعدم الاكتراث الأمر الذي ربما سيكون سبباً لتوقف فكرة الربح من الانترنت ويتجاوزه إلى ضرر نفسي أيضاً, وخاصة أن مقارنة المواهب والقدرات والحرف بين منطقتنا العربية ومناطق العالم يحتوي على فوارق أكاديمية وفنية متهاوية.
على مقدم الخدمة المرئية والمسموعة على شبكة الانترنت أن يكون ملماً أو يعتمد على شخص لديه قدر من الاحترافية ليتمكن من إظهار خدماته بشكل لائق وبطريقة مقبولة لدى طالبي الخدمة فمن كاميرا موبايل جيدة (إن تعذر مبدئيا الحصول على كاميرا احترافية ), إلى مايكرفون يسجل صوتاً واضحاً ومعرفة حتى لو كانت سطحية بالطرق المناسبة لالتقاط الفيديو والصور الثابتة والإضاءة بمفهومها البسيط ثم استخدام أحد تطبيقات الموبايل أو برامج الكمبيوتر الاحترافية لمنح الفيديو النهائي صبغة فنية معينة.
الربح من خلال صناعة الفيديو والمادة المسجلة :
ربما سيعتقد بعض القرّاء أن الربح من الانترنت يقتصر على خدمة الفيديو علماً أنني ذكرت سابقاً بأن الربح المالي من خلال نشر الفيديوهات والاعتماد على الإعلانات التي ستظهر لدى المشاهدين لم يعد بالأمر المجدي كما كان سابقا إلا في حال القنوات الكبيرة والشخصيات البارزة في المجتمع, ولكن يبقى ذلك الكسب متاح وللجميع فرصة في تحقيق ربح من خلال رفع الفيديوهات إلى المنصات .
وفقا لتقرير شركة سيسكو فإن العام 2022 سيحتل فيه الفيديو نسبة 82% من اجمالي المحتوى الرقمي على شبكة الانترنت فيما سيكون نصيب البث المباشر منه 17% أي أن الفيديو الرقمي ما يزال يحتل الدرجة الأولى من المحتوى وله أفضلية كبيرة في تحقيق الربح من الانترنت
لكن قبل أن تشرع في إنشاء محتوى فيديوي عليك أن تراجع نفسك وتدرس جيداً ما سوف تقدم وتسجل فالتنافس شرس والفيديوهات الاحترافية ذات المضمون الرائج كثيرة فضلا عن فيديوهات الشخصيات البارزة والتي تحتل دائما رأس القائمة مهما قمنا بتجميل فيديوهاتنا ونشر إعلانات عن قنواتنا عبر المنصات.
ماهي المادة الرائجة :
وفق ملاحظاتي للقنوات في يوتيوب وغيره من منصات الفيديو الرقمي وجدت أن المادة الفيديوية الرائجة في المجتمعات الرائدة تشمل القنوات الخاصة بالموسيقا والغناء والحرف والمهن اليدوية التي تعتمد على أفكار ممتازة كالصناعات الخشبية والمعدنية والتقنية التي يقوم بها محترف داخل ورشته الخاصة .
القنوات التعليمية التي تركز على تعليم برامج الكمبيوتر ولغات البرمجة إضافة إلى فيديوهات ترفيهية كمقاطع المواهب الغريبة والكوميديا والخدع البصرية والسينمائية لها نصيب أيضاً في تحقيق الربح من الانترنت.
بينما يظهر تراجع للمواد الخادعة التي تتحدث عن السياسة والعوالم الأخرى والأشباح ويلاحظ ذلك من خلال زر (لم يعجبني) وتعليقات الذم والشتم التي تظهر أسفل الفيديو.
على العكس تماماً تظهر مجتمعاتنا اهتماماً أكبر بالمادة التي تحتوي على خرافة أو إشاعة مغرضة أو مسألة دينية مختلف فيها-وهذا ما دفع العديد إلى التحدث بالأمور الدينية دون المعرفة الصحيحة فيها والهدف كان فقط هو تحقيق الربح من الانترنت – كما يظهر اهتمام واضح بمتابعة المواد الخاصة بالحروب والاقتتال والمظاهرات وغيرها.
ذلك لاينفي اهتمام شرائح كبيرة من المجتمع بالتعليم المهني والتقني خاصة في مجال برامج الكمبيوتر والعديد من الأشخاص يبحثون جاهدين عن دروس فيديو تعليمية لبرامج المونتاج والتصميم والتحريك ولغات البرمجة والتحكم الآلي.
كما يلاحظ اهتمام شريحة كبيرة أخرى بالمادة المسجلة الخاصة بالحرف والمهن والابتكارات والجميع طبعاً مهتم بالفيديوهات الترفيهية التي تبعث على الابتسامة والضحك وهذا يدفعنا إلى استنتاج فرصة مقبولة وربح مالي من خلال التركيز على أحد تلك الجوانب فيما لو كنا نمتلك القدرة على تسجيلها وإخراجها بالشكل الملائم.
منصات الفيديو العالمية :
معظم الأشخاص يعتقدون أن اليوتيوب هي المنصة الوحيدة على شبكة الانترنت والتي تحقق الربح من الانترنت من خلال نشر الفيديوهات عليها.
في الواقع هناك عدد كبير من المنصات الخاصة بالفيديو يمكن إنشاء حساب فيها ونشر المادة المسجلة لتحقيق ربح مالي من خلال عوائد مشاهدة الإعلانات فهناك منصة فيس بوك واتس Facebook Watch والمتفوقة على يوتيوب من ناحية إمكانية دعوة المشاهدين وتضمينهم .
وهناك أيضاً منصة IGTV التابعة للانستغرام والمعتمدة لنظام الفيديو الرأسي لاسيما وأن انستغرام قد شرعت بفرض أيرادات إعلانية.
توفر أيضاً منصة r/videos التابعة لشركة ريديت إمكانية استضافة الفيديو ولقد حققت أكثر من مليار مشاهدة شهريا وهذا مؤشر جيد للتفكير في الانتقال إلى تلك المنصة, كما تعتبر منصة تويتش التابعة لامازون أفضل منصات البث المباشر.
يعتمد انتشار الفيديو الرقمي على المنصات وعدد المستخدمين ضمنها ولكن ليس بالضرورة أن تحصد عدد كبير من المشاهدات لمجرد رفع فيديو حتى لو كان جيداً أو ممتازاً .
فظهور الفيديو ليس صدفة وإنما جهود صاحب القناة في تسويق وترويج الفيديو والحقيقة أن معظم أصحاب القنوات الشهيرة على يوتيوب وغيره هم أشخاص معروفين في السوشيال ميديا إذ تجد لهم شرائح كبيرة من المتابعين والأصدقاء الأمر الذي يسهل لهم انتشار روابط الفيديوهات خاصتهم من خلال نشر الرابط في فيس بوك على سبيل المثال .
وبهذا يضمن أن يصل إلى عدد كبير من المتابعين مما يعني عدد كبير من المشاهدات. كما يلجأ البعض إلى ترويج الفيديو من خلال الإعلان عنه في فيسبوك أو في صفحات مشاهير الانستغرام مقابل مبلغ مالي معين لتحقيق انتشار لذلك الفيديو.
إن رفع الفيديو على الصفحة الشخصية في فيسبوك لن يحقق أي دخل مهما بلغ عدد المشاهدات لكن وبمجرد أن ينتشر الفيديو ويحظى باهتمام الجمهور فالفرص كثيرة للتواصل مع معلنين ورعاة ومستفيدين وربما قنوات تلفزيونية أو جهات إعلامية مرموقة.
إذا كنت قادراً على صناعة أو تسجيل فيديو لاتتردد في إنشاء حسابات على المنصات والشروع بنشر الفيديوهات الخاصة بك ولكن تذكر دائماً: أنت لست العازف الوحيد والفريد في العالم ولست الفنان الموهوب الوحيد ولست البطل الخارق في الصناعة أو النجم الموعود في الكوميديا, حاول أن تطور خبراتك وطريقة عرضك للمادة خاصتك وحاول ألا تصاب بالاحباط لأن عدد المشاهدات لن يتصاعد بيوم وليلة وربما تحتاج شهوراً من العمل الجاد والمتواصل لتبدأ بتحقيق الربح من الانترنت من خلال قنواتك.
مستوى وآمال أكبر :
من زاوية أخرى للموضوع هناك عدد كبير من المستخدمين على شبكة الانترنت لديهم القدرة على إنجاز أعمال المونتاج الرقمي من خلال برنامج فاينل كت أو بريمير أو عمل بعض المؤثرات من خلال برنامج أفتر أفكت أو ربما لديه حرفة إلى حد ما في استخدام كاميرات التصوير أو تجهيز التسجيل المرئي والمسموع والقيام ببعض الأمور المهنية حتى وإن لم تكن ترقى لمستوى الاحتراف.
يمكن لهذه الفئات أن تعلن عن نفسها لتقوم بخدمة الفئات الراغبة بالظهور في الفيديوهات أو التنسيق معهم كفريق عمل صغير للوصول إلى فيديوهات متميزة وقادرة على الانتشار بشكل أوسع هذا يساهم في تحقيق الربح من الانترنت بشكل كبير.
يمكن أيضاً الاستعانة بكاتب نص أو سيناريو أو صانع فكرة ما وكل ذلك سيزيد من فرص العمل للجميع وسيزيد من مستوى الاحتراف لديهم وسوف يحقق لهم ربحاً فيما بعد.
صراحة الأمر (تحقيق الربح من الانترنت ) أنه لايخلو من المشاكل فعلى الغالب لايتمتع الأشخاص الغير أكاديميين بروح العمل كفريق وغالباً ما يظن كل شخص منهم أنه يقدم أكثر مما يقدم الآخرون وأن له الأحقية في قيادة هذا الفريق بصفة الآمر الناهي, ولكن هذا لن يمنع من أن تكون هناك احتمالات وفرص لتشكيل فرق عمل مبتدئة تتفق على صيغ معينة وتتقاسم المهام وفق خبراتها.
الربح من الانترنت / علوم وتقنيات / مدونة اوج السعودية / نهاية المقال
1 Comment
شكرا أستاذ محمد على المعلومات الثرية
والتي شاركتنا بها ..