المرأة والجاهلية الأولى
المرأة والجاهلية الأولى
المرأة والجاهلية الأولى مقال فكري من تصنيف قضايا عامة في مدونة أوج السعودية للتدريب والخدمات الرقمية يطرح قضية معاصرة يعاني منها البعض.
اقرأ أيضا العمالة في الاسلام
مقدمة
منذ فجر الاسلام بات للمرأة دور بارز في نهضة المجتمع, الجاهلية الأولى لم يعد لها وجود ولم تعد المرأة في الاسلام مجرد مقتنى كما هو حال باقي مقتنيات البيوت.
اصبحت المراة مقصداً لكثير من طلاب العلم. فاقت بعضهم علماً وامتلكت أسباب المعرفة وتسلحت بها حتى أصبح كبار العلماء يتطلعون لينهلوا بعضا من علومها أو طرق بابها لسؤالها عن إشكالية من الاشكاليات التي لم يجدوا لها حلاً آنذاك.
لنا في أمنا عائشة الصديقة رضي الله عنها أسوة حسنة وغيرها الكثيرات من الصحابيات الجليلات من تقدمن يحملن لواء النهضة.
أصبحت المرأة إلى جانب دورها في تربية الناشئة .. معلمة وممرضة وطبيبة وغير ذلك.
المرأة اليوم
الجاهلية الأولى ولت أدبارها ثم توالت العصور حتى ولجنا عصر الإنترنت وتهاوت الفروق, حدود المجتمعات والفروقات الديموغرافية وفروقات الفئات العمرية لم تعد تشكل فارقاً كبيراً في تمازج المعارف وتبادل الخبرات بين أفراد القرية الصغيرة التي نشأت خلف شاشات الكمبيوتر ثم أصبحت تُحمل في حقائبنا وترافقنا أينما توجهنا.
البعض تفوقن على الرجال في مجالات عدة, ليس الهدف هو الإنقاص من قيمة الرجال أو التقليل من شأنهم إنما هو واقع انطلق من كون أن النساء شقائق الرجال.

لن ننكر دورهم في القيام بالمجتمع. ومواقفهم وبطولاتهم ودعمهم للمرأة, بل هناك من كرس حياته ليكون أبا روحيا لجميع النساء في العالم العربي والاسلامي ..
عودة الجاهلية من جديد
للأسف هناك فئة مازالت تحتفظ بعقلها الجاهلي المتحجر في كبت المرأة ودفن مهارتها ومواهبها الفكرية والأدبية والعلمية, ربما خوفا من ان تتفوق عليه فيما فشل هو فيه! فكيف به يرى زوجته او أخته او ابنته أصبحت طبيبة او كاتبة او عالمة في ميدان الحياة, فيما بقي هو عالة على نفسه قبل المجتمع
ذلك دفع البعض منهم أن يقوم برسم صورة نمطية لها تمثلت في أعمال المطبخ والإنجاب وتربية الأولاد, ولا أخفيكم أن هناك فئة من اشباه الرجال ممن يضعون رجلا على رجل في المجالس والاندية ويتشدق بمليء فمه ويتهمها بأنها نصف دين وعقل!
سؤالي هنا لهؤلاء
وانت ماذا قدمت ؟
إن كانت نصف دين وعقل فإنها تنجب اجيالا وتربي اجيالا, وتصنع مجتمعا متكاملا.
نصف الدين والعقل ليس ذما, بل هو مدح وثناء وتشريف لها.
كما انني اود أن افاجئك بشيء ربما قد غاب عن عقلك أثناء هذيانك وثمالتك وهو كونك قد بقيت في رحم ناقصة العقل والدين لتسعة اشهر, تتغذى من صحتها وقوتها وشبابها, وأن تلك الناقصة قد ربتك لتصبح رجلا يخط الشارب وجهك, وأنها قد صبرت وذاقت الأمرين في سبيل توفير بيئة تناسبك حتى تنشأ باستقرار.
للاسف ذهب جهودها مهب الريح.
مسألة العار والشرف
كم من فتاة قتلت بحجة السمعة والشرف وسُجل تحت قضايا العار؟
سؤال يدور في رأسي كثيرا, وربما تسائل البعض فيه ايضا, لماذا ترتبط مسألة السمعة والشرف بالفتيات فقط؟
ألا يجلب الشاب او الرجل العار والسمعة السيئة لوالديه ؟
عاق الوالدين عار على نفسه, والسارق يجلب السمعة السيئة لأسرته, الكاذب والديوث والمرابي والمخادع .. والقائمة تطول.
هي ليست مسألة مقتصرة على الاناث فقط بل تشمل أيضا الذكور .. ولكنهم أصحاب الجاهلية الاولى , يحللون لأنفسهم ويسمحون لشهواتهم أن تقودهم ويضعون الاغلال والأصفاد في ايدي الفتاة الضعيفة التي لاحول لها ولاقوة ..
كم من فتاة تتعرض لأنواع الذل والقهر, ويتفنن في إذاقتها المهانة لأنه لم يجد من يردعه بقوة, ولم يجد من يقف في وجهه, متناسيا وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( استوصوا بالنساء خيرا ) ..
اتسائل فيما بيني وبين نفسي, ألا تخشى من ذاك اليوم الذي سترد فيه على السؤال؟
ماذا بعد ذلك؟
إلى متى سنكتفي بدور المشاهد, ومتى سنتحرك لإنقاذ هؤلاء الفتيات؟
متى ومتى فمازال هناك الكثيرات ممن ينظرن عبر نافذة الأمل للخلاص من ذاك الحجيم الذي فرضه أولي الجاهلية الاولى.
لابد من أن نتكاتف ولا ندخر جهدا, في سبيل إنقاذهن وردع ذلك الجيل الماضي قدما نحو الجاهلية الأولى.
الجاهلية الأولى والمرأة اليوم / قضايا عامة / مدونة أوج السعودية / نهاية المقال.
4 Comments
مقال رائع وتسليط الضوء على المرأة وتوضيح بعض النقاط التي لا تزال عالقة منذ القدم كان بغاية الروعة ..
أشكر قلمك ??
مااكرمهن إلا كريم ومااهانهن الا لئيم) صل الله عليه وسلم كفا بوصايته خيرا للنساء
سلمت اناملك مقال جميل وقمة الروعه فعلا الان تعيش المرأة مسار جديد وقوي اتمنى ان يكون مكلل بالنجاحات ولا ننسى دور الرجل الداعم لها ..احسنت اختبار المقال مريم لك كل الشكر والتقدير
نعم المرأة هي العمود الفقري وحجر الأساس في بناء المجتمعات ونهضتها،إذا عرفت واجباتها و حقوقها المشروعة وتمسكت بها.
طرح جميل سلمت أناملك ??