حصنوا بيوتكم وبالأسباب المشروعة
“حصنوا بيوتكم وبالأسباب المشروعة”
ماهو التحصين؟
وكيف يكون؟
ومن ماذا نحصن بيوتنا وانفسنا؟ولماذا ؟
نعلم جميعاً أن
الشيطان منذ الأزل و لم يزل قد اتخذ الإنسان عدواً و هذا بنص الكتاب حيث يقول ربنا تبارك و تعالى
﴿إِنَّ الشَّيطانَ لَكُم عَدُوٌّ فَاتَّخِذوهُ عَدُوًّا .. )
و قد أمرنا سبحانه باتخاذه عدواً كما اتخذنا أعداء و هذا يستلزم أخذ الحيطة و الحذر و إعداد العدة لذلك ،
و العدو كما هو معلوم لا يألوا جهدا في أذى عدوه ،
و لذا هو لن يدخل بيتاً إلا أفسده وفرَّق أهله و جلب معه الشحناء و البغضاء و البلاء و الشقاء ،
لهذا وجب علينا أن نكون منه على حذر و أن نغلق أمامه كل باب و نقطع له كل سبيل و طريق ،
و أول ما يُحرص عليه بعد تحصين الإنسان لنفسه و الاستعانة بالله ..
تحصين البيوت منه و مِن أتباعه و جنوده و أعوانه و هذا إنما يكون بالتخلية و التحلية
كيف؟
بأن تخلي بيتك من كل ما يجذبهم إليه و يسهّل دخولهم فيه
و تُحليه بما يطردهم منه مما لا يُحبونه و يبغضونه
و قد حرصت على جمع ما تيسر من الأسباب الواردة في الأحاديث الصحيحة الصريحة و التي جاءت بآداب دخول المنزل و المحافظة عليه و اقتصرت عليها و بالله التوفيق ..
و قد جاءت كالآتي :
أولاً :
البسملة عند الدخول و عند الأكل
لحديث جابر أن
النبي ﷺ قال :
إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاء(١)
ثانياً :
تطهير البيت من التصاوير و التماثيل
لحديث أبي طلحة قال سمعت
رسول الله ﷺ يقول :
” لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ، وَلَا صُورَةُ تَمَاثِيلَ “(٢)
ثالثاً :
تطهير البيت من صوت الشيطان الغناء و المعازف “الموسيقى”
لقوله تعالى :
﴿وَاستَفزِز مَنِ استَطَعتَ مِنهُم بِصَوتِكَ﴾ (٥)
قال مجاهد : صوت الشيطان الغناء
رابعاً :
عدم تربية الكلاب في البيوت
ففي الحديث الصحيح ..
“لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ..”(٤)
و لا يُستثنى من هذا إلا كلب الحراسة كما نص العلماء .
خامساً :
السلام على من في البيت
لقوله تعالى :
﴿ فَإِذا دَخَلتُم بُيوتًا فَسَلِّموا عَلى أَنفُسِكُم تَحِيَّةً مِن عِندِ اللَّهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً ﴾(٥)
سادساً :
استعمال السواك و البدء به قبل دخول المنزل
لحديث عائشة رضي الله عنها عندما سؤلت بأي شيء كان يبدأ رسول الله ﷺ حينما يدخل بيته فقالت : يبدأ بالسواك .(٦)
سابعاً :
الإكثار من قراءة القران و خاصة سورة البقرة
لحديث أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: لا تجعلوا بيوتكم قبوراً فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان (٧)
ثامناً :
الإكثار من نوافل الصلاة
ففي الحديث
” اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلَاتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا “(٨)
تاسعاً :
الإكثار من الأذكار و الأوراد الشرعية
لحديث أَبِي مُوسَى ، أن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ :
” مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ “(٩)
بهذا نكون قد جمعنا ما أمكننا جمعه من الأسباب الشرعية ،
فمن وُفِّق إلى تطبيق ما ذُكر كله أو ما استطاع منه يكون بذلك حصّن مسكنه و بيته من الشيطان و جنده ، و بهذا يُكتفى شره و يُنفى ضرره،
أعاذنا الله و إياكم من الشيطان و شرّه و جنده و أعوانه من الإنس و الجن و جعلنا و إياكم مباركين أينما كُنا.
بقلم :
يزيد السرحاني “أبو عاصم”
المراجع
(١) صحيح مسلم ٢٠١٨
(٢) صحيح البخاري ٣٢٢٥
(٣) سورة الإسراء ٦٤
(٤) صحيح البخاري ٣٢٢٥
(٥) سورة النور “٦١”
( ٦) سنن ابن ماجة ٢٩٠ و مسند الإمام أحمد ٢٥٩٩٧
(٧) صحيح مسلم ٧٨٠
(٨) صحيح البخاري ٤٣٢
(٩)صحيح مسلم ٧٧٩